لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماأجمل هذا الشعر فهو ينبض بحكمة وخلق عظيم ... أنه خلق المسلم الحق
و إذا خلوت بريبة في ظلمة ..........و النفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله و قل ..........لها إن الذي خلق الظلام يراني
.
أختي الحبيبة ....اعلمي أن الله يراكِ حتى في خلوتك فاتقي الله يا أمة الله أتستحين من الناس و لا تستحين من رب الناس
تبتعدي عن المعاصي والذنوب إذا كنت بحضرة الناس، وعلى مشهد منهم، لكنه إذا خلوتِ بنفسكِ، وغبتي عن أعين الناس، أطلقتِ لنفسكِ العنان، فاقترفتِ السيئات، وارتكبتِ المنكرات
أتستحين من مخلوق ضعيف مثلك و تخافين أن يراكِ على معصية و لا تستحين و لا تخافين من خالق السموات و الأرض
من ستقفين أمامه يوم القيامة ليحاسبك؟؟؟ أنه الله و ليس البشر
فماذا ستقولين له ؟؟؟
ستقولين ...كم و كم خلوت بنفسي في معاصي أبارز ربي بما نهاني عنه و كأني في مأمن من عذاب يوم القيامة ..يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
قال ابن الأعرابي: آخر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد
قال وهب بن الورد: خف الله على قدر قدرته عليك، واستحي منه قدر قربه منك
وقال: اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيُلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر
-و لذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعله بنفسك إذا خلوت " ( حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1055)
- و قال سليمان التيمي : إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح و عليه مذلته
قال صلى الله عليه و سلم " لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا, أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم و يأخذون من الليل كما تأخذون و لكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها "
رحمتك يا ربي ....يقومون الليل و إخوان لنا في الدين و لديهم حسنات أمثال جبال تهامة .....و لكن .............يجعلها ربي هباء منثوراً
لماذا ؟؟؟لأنهم لم يخشوا الله بالغيب بل ّإذا خلوا بمحارم الله انتهكوها لضعف وازع الإيمان في قلوبهم ..لم يعلموا بأن الله يراهم في الظلمات , في الخلوات, في كل لحظة في حياتهم .
فيا من تنتهكي حرمات الله في خلواتك ..لا أحد عندك و لا أحد يراكِ ...أما استحييتِ من الله ؟؟؟؟؟ ألم يخطر ببالك أن الله يراكِ ؟؟؟؟
فالله هو الرقيب, يعلم أحوال عباده و يعد أنفاسهم حفيظ لا يغفل و حاضر لا يغيب فخشية الله في الغيب و الشهادة من المنجيات و من أسباب حصول العبد على درجة التقوى التي هي مفتاح كل خير
قال الشافعي : أعز الأشياء ثلاثة : الجود من قلة , و الورع في الخلوة , و كلمة حق عند من يُرجى أو يُخاف
أختي في الله ...نصيحة من قلب أخت محبة لكِ مشفقة عليكِ ......
كلما خلوت بنفسك تذكري أنكِ لست بمفردك ........
تذكري أن الله عز و جل يراقبك و أنكِ ستحاسبين يوم القيامة على كل أعمالك فحاسبي نفسكِ اليوم بصدق قبل أن تحاسبي غداً
و اجعلي شعارك دائماً "" اتقِ الله حيثما كنت""
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة، وفي السر والعلانية.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك.